Freitag, 21. November 2008

الشرطة في خدمة العملاء*


المشهد الأول
ليل خارجي (الساعة 11 مساءًا تقريبًا)
مقهى شعبي في منطقة شعبية.
بينما انهمك زبائن المقهى كل في شأنه إذا بصوت شجار يتعالى بجوار المقهى. تتصاعد حدة الشجار بشكل ملحوظ مما يجذب انتباه المارة بالشارع و الزبائن الجالسين في المقهى.
من بين المتفرجين تتوالى الإيضاحات أن الشجار بين مجموعة من الشباب الذين اشتهروا بالمنطقة بالتعامل في السرقات والمخدرات.
يقترب الجميع من مسرح الشجار ليتبين للجميع أن الشجار ليس عادلاُ بالمرة، فأكثر من شاب مسلح بالمطاوي وغيرها من الأسلحة (البيضاء) يحاصرون شابًا واحدًا أعزل كما يبدو.
تتعدى تفاصيل الشجار مجرد الإرهاب والردع بالسباب الشعبي المعتاد في مثل هذه المواقف (والذي يتركز عادة حول مناداة الآخر بجزء من أمه أو بوصف أمه بأقظع الصفات) و يتطور الشجار إلى رسم خرائط بالأسلحة فوق وجه وجسد الغريم.
الجميع ممن يشاهدون الشجار سواء من المقهى أو من الطريق أو من نوافذ وبلكونات بيوتهم بدأ يسود لديهم قناعتين.
أولا أن الشجار سوف ينتهي بموت محقق للشاب الأعزل وثانيًا أن الشجار لم يعد ممتعًا ومثيرًا للفضول بل تحول إلى حدث كئيب لما يمكن أن ينتهي إليه.

المشهد الثاني
نفس الموقع والمكان الزمان حوالي 11.15 مساءًا
من بين زبائن المقهى جلس مجموعة من الرجال بين 30 و40 عامًا تقريبًا.
يقودهم الفضول في البداية كغيرهم لمشاهدة ما يحدث.
يشعرون بالاستنكار كغيرهم كذلك مما يحدث
يشعرون كذلك بأن المكان لم يعد يليق بهم (كعادة المتعلمين من الطبقة البرجوازية حينما يختلطون بمشاكل الطبقات الأدنى)
ويراود أحدهم (سأرمز له بالحرفين س. ص. مثلا) الإحساس بالخجل من أنه ظل يشاهد الموقف لمدة طويلة كالآخرين دون أن يحرك ساكنًا.
ينزوي إلى ركن هادئ ويتخذ قراره بالاتصال بالنجدة.
يضغط الازرار 122 في هاتفه المحمول.
فيأتيه على الطرف الآخر صوت موسيقى هادئة لثوان ثم يأتي صوت ذكر شاب
- ألو أيوة يا فندم
- ألو مش دي نمرة بوليس النجدة؟
- ايوة دي نمرة بوليس النجدة. تأمر يا فندم
- في خناقة بجوار المقهى الي أنا قاعد فيه. و الخناقة تستخدم فيها أسلحة بيضاء و يبدو انها ستتطور لقتل
- فين العنوان بالظبط؟
- أنا ماعرفش العنوان بالتفصيل بس هو في...
- طيب اقفل حضرتك و اعرف العنوان و اتصل مرة تانية
- لا هو في شارع أحمد عصمت أمام مدرسة مودرن سكول
- مدرسة مو مو ؟
- مودرن سكول
- ده في مدينة نصر؟
- لا في عين شمس.. أحمد عصمت في عين شمس
- طيب مين حضرتك
- س . ص.
- س. ع؟
- لا س. ص
- اوك يافندم حانبعت حالا سيارة النجدة
- شكرا

تختلط لدى س. ص. المشاعر بين شعور بالفخر لأنه أقدم على عمل إيجابي و بين شعور بالغيظ من طول فترة المكالمة وهدوء المتلقي، وبين شعور بالترقب مما سيحدث خلال دقائق معدودة عند وصول النجدة وشعور بالأمل في ألا يغادر البلطجية قبل وصول الشرطة وغيرها من الأحاسيس. يتخذ مقعده بجوار أصدقائه البرجوازيين في انتظار الشرطة... شرطة النجدة.

المشهد الثالث
نفس الموقع و المكان.
الساعة 12.30 صباحًا
الأصدقاء مازالو في المقهى
البلطجية اقتادوا غريمهم إلى وجهة غير معلومة وعاد الهدوء إلى المنطقة
انهمك الجميع في لعب الورق والطاولة والدومينو وشرب الشيشة و المشروبات الساخنة
يتساءل س.ص. عن الشرطة التي لم تأت و يجيب أحد أصدقاءه البرجوازيين:
هل صدقت حقًا أن أحدًا سيأتي؟

المشهد الرابع
نهار داخلي
منزل س.ص. الساعة 10 صباح اليوم التالي.
يتساءل س. ص. أمام اللاب توب
- يا ترى الولد مات ولا لسة ويا ترى النجدة وصلت ولا لسة؟
----- تمت ------
*ملحوظة:
خدمة العملاء يعني
Customer Service
مش العملاء اللي هما الخونة
...

6 Kommentare:

انت تسال والكمبيوتر يجيب hat gesagt…
Der Kommentar wurde von einem Blog-Administrator entfernt.
Anonym hat gesagt…

أتسآل عن احساس طبقة المثقفين بأنهم مختلفين (أعني أكثر تميزا) عن الطبقات الشعبية مثل العمال والبقالين والسائقين وغيرهم. وفي نفس الوقت ينكر ما يسمى بالمثقفين على الآخرين (الرأسماليين)
احساسهم بالتميز عن غيرهم. علما بأن ما يسمى بالمثقفين ينتمون بالأساس إلى تلك الفئات التي يعتقدون أنهم يتميزون عنهم. فهم أبناء العمال والفلاحين. هم الأبناء قليلي الحيلة. هم من تلقوا قسطا من التعلبم في نظام تعليمي يدع في الأساس باتجاه الإنتقاء و التمييز.
يمكن تتبع تحول التميز الطبقي في المجتمع المصري منذ الثورة حتى الآن عن طريق بعض المقولات الساخرة اللاذعة:
1. عواد باع أرضه
بلد بتاعة شهادات صحيح2
3.الجنيه غلب الكرنيه

إمضاء
أنا مش معاهم

Prometheus hat gesagt…

عزيزي "أنا مش معاهم": أتفق معك تمامًا في أن المنتمين إلى طبقة من يطلق عليم المثقفين غالبًا ما تميز نفسها عن الطبقات الإجتماعية الأخرى بشيء من الفخر و الزهو الذي لا يعد في رأيي سوى شكل من أشكال الحيل الدفاعية الفرويدية كالتكوين الضدي الذي يعطي شعورًا بقوة وهمية ف مقابل القوة العملية للطبقة العاملة من جهة والقوة المادية و السياسية للطبقات الأعلى من جهة أخرى.
غير أني لست مضطرًا للدفاع عن نفسي من طبقية لا ولم أقصدها في النص الذي كتبته، بل أن تصويري لما أسميته بشلة البرجوازيين ما هو إلا استهجان لرد فعل هذه الطبقة وليس زهوًا بها.
فهذه الطبقة للاسف هي من تستحق الرثاء، فلا قوة المطاوي تحميها ولا قوة القانون كما يبدو!!!
عموما شرفتنا بزيارتك، ولا أعلم إن كنت أعرفك أم لا ولكن بمناسبة المقولات الشعبية احنا زارنا نبي يا سيدي.!

Desert cat hat gesagt…

اعتقد ان طبفى المقفين اليوم اكثر ناس حاسين بالظلم والهوان وحاسين ان مش واخدين حقهم لان السباك والميكانيكى اغنى منهم بمراحل
المثقف صاحب العقل واللى الكتاب صديقه الدائم ولو استغليناه بجد كان زمان بلدنا من اكثر البلاد تقدما لكنا بنشجع دائما البلطجة لدرجة اننا نستعين بيهم فى الانتخابات وفى الوصول لاى هدف عايزة الا مسؤل
لذلك ستستمر العشوائيات تعج بالبلطجية وسيختفون بغريمهم ولن ياتى بوليس النجدة
تحياتى

Anonym hat gesagt…

الأخ أو الأخت Prometheus
لم أقصد أن أوجه لك شخصيا أو لأى شخص آخر أى اتهام ولا حتى المثقفين أنفسهم. أنا كنت بس عايز أرصد واقع موجود نعيشه جميعا. كل واحد عنده سلاح بيتفذلك بيه على خلق الله وما فيش مانع إن السلاح ده كمان يكون تريئة مسلا. وبصراحة ما باحبش أخش فى حوارات من نوع مين ضحية ومين جاني والكلام بتاع المثقفين ده. وانا كمان ما اعرفش أناأعرفك ولا لأ وبمناسبة التريئة اللى أنا آرتها فى رسالتك: شكرا على التحية يا سيدي (لو افترضنا إنك راجل يعني ولا مؤاخذة)
برضه
أنا مش معاهم

Prometheus hat gesagt…

Desert Cat,
شكرًا على تعليقك الذي أصاب كبد الحقيقة كما يقولون، والذي يتوافق أيضًا مع رؤيتي الشخصية.
نورتي البلوج وبالمناسبة البلوج الخاص بك مميز جدًا رغم الاختلافات المنهجية بيني و بين بعض آرائك والتي عبرت عنها في تعليقاتي لديك.