Mittwoch, 3. Dezember 2008

أنا غلطان



تذكرت مشهد من فيلم لعادل إمام يقف فيه عادل إمام خلف يسرا في الأتوبيس المزدحم ويتصور أحد الركاب أنه يتحرش بها جاهلاً أنها زوجته، فتأخذه النخوة وينهر عادل إمام ثم يفاجأ برد فعل يسرا التي توبخ الرجل وتتساءل عما اقترفه عادل إمام الذي يقف بأدبه، فما يكون من الرجل إلا أن يشد في شعره من الغيظ والدهشة صارخًا: أنا غلطان.. أنا غلطان.

هذا تمامًا ما حدث لي مؤخرًا. فقد تقمصت أنا شخصية الراكب الغيور، الذي يجهل بواطن الأمور.

أما الشرطة فقد أثبتت أنها رشيدة حكيمة تعلم الصالح لهذا الشعب، وما كان عدم اهتمامها بمشاجرة بين بعض البلطجية تقاعسًا، بل كان إدراكًا من هذا الجهاز الحكيم بأبعاد الموقف، وإيمانًا منه بأن مصارين البطن بتتعارك، وهكذا أعطت الحكومة ممثلة في الشرطة مثلاً يحتذى به في النأي بالذات عن أن يدخل الإنسان بين البصلة وقشرتها.

للأسف لم أدرك ذلك إلا مؤخرًا حيث نما إلى علمي (توافقًا مع المصطلحات الأمنية) من مصادر رفيعة المستوى في القهوة التي شهدت منذ قرابة الأسبوعين الحادثة الذكورة، أنه تمت رؤية الجناة بصحبة المجني عليه في جلسة ودية سادها جو من الألفة و العتاب المعتاد بين الأصدقاء. وعادت المياه إلى مجاريها وسعد الجميع وعاشوا في تبات و نبات وخلف من عاش منهم بدون طعنات بلطجية صغيرين وبلطجيات.

وبما ان الاعتراف بالجهل والخطأ فضيلة فأعترف أني غلطان في حق البلطجية والشرطة على السواء.

Keine Kommentare: