
المشهد الأول
ليل خارجي (الساعة 11 مساءًا تقريبًا)
مقهى شعبي في منطقة شعبية.
بينما انهمك زبائن المقهى كل في شأنه إذا بصوت شجار يتعالى بجوار المقهى. تتصاعد حدة الشجار بشكل ملحوظ مما يجذب انتباه المارة بالشارع و الزبائن الجالسين في المقهى.
من بين المتفرجين تتوالى الإيضاحات أن الشجار بين مجموعة من الشباب الذين اشتهروا بالمنطقة بالتعامل في السرقات والمخدرات.
يقترب الجميع من مسرح الشجار ليتبين للجميع أن الشجار ليس عادلاُ بالمرة، فأكثر من شاب مسلح بالمطاوي وغيرها من الأسلحة (البيضاء) يحاصرون شابًا واحدًا أعزل كما يبدو.
تتعدى تفاصيل الشجار مجرد الإرهاب والردع بالسباب الشعبي المعتاد في مثل هذه المواقف (والذي يتركز عادة حول مناداة الآخر بجزء من أمه أو بوصف أمه بأقظع الصفات) و يتطور الشجار إلى رسم خرائط بالأسلحة فوق وجه وجسد الغريم.
الجميع ممن يشاهدون الشجار سواء من المقهى أو من الطريق أو من نوافذ وبلكونات بيوتهم بدأ يسود لديهم قناعتين.
أولا أن الشجار سوف ينتهي بموت محقق للشاب الأعزل وثانيًا أن الشجار لم يعد ممتعًا ومثيرًا للفضول بل تحول إلى حدث كئيب لما يمكن أن ينتهي إليه.
المشهد الثاني
نفس الموقع والمكان الزمان حوالي 11.15 مساءًا
من بين زبائن المقهى جلس مجموعة من الرجال بين 30 و40 عامًا تقريبًا.
يقودهم الفضول في البداية كغيرهم لمشاهدة ما يحدث.
يشعرون بالاستنكار كغيرهم كذلك مما يحدث
يشعرون كذلك بأن المكان لم يعد يليق بهم (كعادة المتعلمين من الطبقة البرجوازية حينما يختلطون بمشاكل الطبقات الأدنى)
ويراود أحدهم (سأرمز له بالحرفين س. ص. مثلا) الإحساس بالخجل من أنه ظل يشاهد الموقف لمدة طويلة كالآخرين دون أن يحرك ساكنًا.
ينزوي إلى ركن هادئ ويتخذ قراره بالاتصال بالنجدة.
يضغط الازرار 122 في هاتفه المحمول.
فيأتيه على الطرف الآخر صوت موسيقى هادئة لثوان ثم يأتي صوت ذكر شاب
- ألو أيوة يا فندم
- ألو مش دي نمرة بوليس النجدة؟
- ايوة دي نمرة بوليس النجدة. تأمر يا فندم
- في خناقة بجوار المقهى الي أنا قاعد فيه. و الخناقة تستخدم فيها أسلحة بيضاء و يبدو انها ستتطور لقتل
- فين العنوان بالظبط؟
- أنا ماعرفش العنوان بالتفصيل بس هو في...
- طيب اقفل حضرتك و اعرف العنوان و اتصل مرة تانية
- لا هو في شارع أحمد عصمت أمام مدرسة مودرن سكول
- مدرسة مو مو ؟
- مودرن سكول
- ده في مدينة نصر؟
- لا في عين شمس.. أحمد عصمت في عين شمس
- طيب مين حضرتك
- س . ص.
- س. ع؟
- لا س. ص
- اوك يافندم حانبعت حالا سيارة النجدة
- شكرا
تختلط لدى س. ص. المشاعر بين شعور بالفخر لأنه أقدم على عمل إيجابي و بين شعور بالغيظ من طول فترة المكالمة وهدوء المتلقي، وبين شعور بالترقب مما سيحدث خلال دقائق معدودة عند وصول النجدة وشعور بالأمل في ألا يغادر البلطجية قبل وصول الشرطة وغيرها من الأحاسيس. يتخذ مقعده بجوار أصدقائه البرجوازيين في انتظار الشرطة... شرطة النجدة.
المشهد الثالث
نفس الموقع و المكان.
الساعة 12.30 صباحًا
الأصدقاء مازالو في المقهى
البلطجية اقتادوا غريمهم إلى وجهة غير معلومة وعاد الهدوء إلى المنطقة
انهمك الجميع في لعب الورق والطاولة والدومينو وشرب الشيشة و المشروبات الساخنة
يتساءل س.ص. عن الشرطة التي لم تأت و يجيب أحد أصدقاءه البرجوازيين:
هل صدقت حقًا أن أحدًا سيأتي؟
المشهد الرابع
نهار داخلي
منزل س.ص. الساعة 10 صباح اليوم التالي.
يتساءل س. ص. أمام اللاب توب
- يا ترى الولد مات ولا لسة ويا ترى النجدة وصلت ولا لسة؟
----- تمت ------
*ملحوظة:
خدمة العملاء يعني
Customer Service
مش العملاء اللي هما الخونة
...